هو في حدّ ذاته ظاهرة فلكية تستحقّ الدراسة والاهتمام، من طرف رجال الإعلام، كيف لا وقد أضحى منذ مايزيد عن ثلاثين عاما حديث الخاص والعام، بفتوحاته الحسابية الفلكية التي حيّرت الألباب والأفهام، وتركت ذوي الأحلام، يسبّحون ويهلّلون ويحمدلون لنعمة القيام حتى قبل حلول شهر الصّيام والقيام.
عرفته منذ ثلاثين سنة حين عُيّنتُ بمدرسة الشرارحة بقرية أولاد أبراهم مسقط رأس علاّمة الجزائر وفخر العروبة والإسلام الشيخ محمّد البشير الإبراهيمي رحمه الله، فكان المرجع الفلكي لعامّة النّاس وخاصّتهم، لاسيما ماتعلّق بمواقيت المناسبات الدّينية، فهو في هذا المجال فارسها الهمام، وحارسها الضّرغام إذْ قلّما تخطئ حساباته وتقديراته، ولو نال حقّه من الاهتمام الإعلامي لترك الأستاذ لوط بوناطيرو يحلِق – عن طواعية- بولازيرو..
هو الرّجل الطيب والإنسان البسيط المتواضع "حمادي قني" من مواليد 22 مارس 1951م بقرية أولاد أبراهم، بدأ اهتمامه بالحسابات الفلكية والشهور الفلاحية في سنّ الخامسة عشرة مستفيدا من خبرة جدّته "باية خنفر" رحمها الله، ومن خبرة شيوخ فطاحل لهم في هذه الحسابات باع طويل، وذكر جميل منهم على سبيل المثال لاالحصر: الشيخ سي إبراهيم بوصبع والشيخ محمد السعيد الأمين أطال الله في عمريهما، والشيوخ: خنوف لخضر، والنوي بن عثمان، وسي محمد بن الشيخ..
ولعلّ الشيء الذي يبهرك ويجعلك تقف موقف تقدير وإعجاب أمام هذا الإنسان العصامي المتميّز هو قدرته العجيبة على إفادتك بيوم ميلادك بمجرّد أن تعطيه شيفرة الميلاد، ناهيك عن حساباته الدقيقة للمواسم والمناسبات الدينية، لأنّ الرجل يختزن في رأسه تواريخ قرن من الزمن الماضي ويستشرف سنوات بل قرونا قادمة.
في الأخير أهيب بفضائياتنا المحترمة أن تسلّط الضوء على هذه الظاهرة الفلكية، والمعجزة الحسابية التي نشأت وولدت في ثرى عبقري من عباقرة الجزائر، فكان خير خلف لخير سلف.نشر في الموقع بتاريخ : السبت 12 جمادة الثاني 1438هـ الموافق لـ : 2017-03-11