الارض هي منشأ الانسان ومبتدأه وهي مستقره ومستودعه من طينها خلق وعليها ولد وترعرع ومن عطائها يعيش وفي باطنها يدفن عندما تنتهي حياته، لذلك كان عاملا اساسيا في تكوينه المادي والروحي.والارض جزء من الكون الواسع لا تنفصل عنه وترتبط معه بقوانين فلكية ثابتة وعلاقة ارض بالكون عامل مؤثر في حياة الانسان لذلك كان الكون كله بيئة مكانية للانسان وهو مخلوق من اجل الانسان ومخطط من اجل راحته و هنائه وهو بناء قوي آمن متقن الصنعةبل إنه مصمم ليمتع سكانه ويحميهم من عبث الكائنات الاخرى التي تهم بإيذاء الانسان ويضمن لساكنيه الامن والرزق الكافي . ويمثل اتقان صنع الكون وديمومة رعايته قدر الله باحكام ما يلزم لسكان الارض من رزق فخلقه لهم . وفيه علامات يهتيدي بها الانسان فكان بعض المعالم على الارض وبعضها في السماء وبعضه اقدس من بعض فالمقدس ينفع في التقرب من الله والعادي لممارسة الحياة اليومية وهذا الكون بكل صفاته وقوانينه وأجزائه مسخر للانسان بفضل الله.وحصيلة هذا التصور للكون علاقة حميمة بين الانسان ومحيطه فهو مخلوق من اجله كل ما فيه مسخر له وهو كاف لابناء الارض جميعا ان احسنواادارة امورهم وهوبناء قوي محكم آمن...وبالمقابل فان هذا التصور للكون يدفع بني آدم في كل جيل الى ثلاثة امور:
1 -الخوف من الله وعبادته فهو سبحانه يمسك بزمام الكون بيده وان شاء افلته فتحطم فوق رؤوس البشر .
2- الرضا عن الكون والشعور بالامن فيه وعدم الشعور بعداوته او فتح صراع معه ما تفعل فلسفات بشرية اخرى ترى الكون عدوا شرسا يجب ترويضه والسيطرة عليه او الخوف منه وعبادته .
فالكون في التصور الاسلامي مخلوق خاضع لامر الله عز وجل ومسخر للانسان
3-ادارة امور الارض بالعدل والعقل فالرزق الموجود على الارض مقدر من قبل حكيم فهو كاف لابناء الارض جميعا وعليهم ان يجمعوه ويقسموه بالعدل كما امرهم الله...نشر في الموقع بتاريخ : الأحد 13 جمادة الثاني 1438هـ الموافق لـ : 2017-03-12