للشعر مكانة ومنزلة في نفوسنا او في نفسي وقد كان الشاعر قديما هو الوسيلة الإعلامية وهو حجر الزاوية في البلاد يشد الهمم ويشحذها ويرفع المعنويات ..انا لست شاعرا ولكن احب الشعراءوالشعر واحب اكثر الا يمارس النقاد والدارسون والإعلاميون الإقصاء والحقرةبدوافع ايديولوجية او ذكورية او جهوية ، من غير المعقول أ ن يملأ بعضهم وبعضهن الدنيا
صياحا وظهورا وهم لا علاقة لهم بالشعر ولا بالإبداع ، وتقبر وتنسى مواهب
يقيني ان شاعرتنا نصيرة بن ساسي تستحق ان تلمع وتدرس تجربتها بعمق بل تتابع من طرف الدارسين حتى لا يضيع "حقها" ولا تقبر تجربتها كما قبرت مواهب في الماضي ... من هذا المنطلق حاورناها...
في انتظار تناول شعرها بدراسة مستقلة ... اليكم الحوار ...
س 1 - بطاقة تعريف.. يعني من هي نصيرة بن ساسي ..؟
* نصيرة ابن الساسي ولدت بباتنة ودرست هناك واشتغلت استاذة في الادب العربي بدأت كتابة بعض "الخربشات" في التسعينات وشجعني اساتذتي في الثمانينات بدات بكتابة الخواطر حفظت شعر بعض المعلقات كنت مولعة بالمتنبي وفدوى طوقان وبعد اندماج مع الشعراء رحت اكتب الشعر الفصيح والكلاسيكي انخرطت في اتحاد الكتاب فرع باتنة الذي هو جزء من مكتب قسنطينة نشرت قصائد في الصحف الوطنية كجريدة "الشعب" والنصر" و"الاطلس" ثم اتجهت الى المغرب بالنشر هناك فكنت انشر في جريدة "العلم" و"البيان المغربي" وتعرفت على شعراء من هناك وتأثرت بهم منهم محمد بنيس ورحت أكتب الشعر الحر او النثري كما يسمونه اليوم وخاصة كنت اعشق شعر نزار قباني ودرويش واحفظه على ظهر قلب ونلت في سنة 1993 جائزة مع عشر شعراء منهم الدكتور يوسف وغليسي كان هو الاول وجائزة اخرى في منتدى العرب مع الشاعر الكبير رحمه الله بختي بن عودة لي ديوان بالمغرب " ومعي أوراسي هكذا " والثاني طبع في دار الغرب بوهران "خلف سقوط الكلمات " والثالث بدار نشر ميم "تراتيل كاهنة "
س2- كيف تفهم نصيرة حقوق المرأة في الجزائر...؟
* أنا أرى أن المرأة الجزائرية لها كل ماتستحقه من حقوق فهي في كل المجالات وخاصة مجالات السياسة اجدها تأتي في المرتبة الثانية بعد المرأة التونسية في التحرر،حقوق المرأة حددها الاسلام منذ القدم من حق التحرر والميراث والصداق وهي الان تطالب بالتحرر مثل الرجل وانا رأيي أخالف هذا التحرر المرأة تبقى أنثى ولها حقوق وعليها واجبات .
س 3 - الشاعر في ظل التحول السريع من الورقي الى الرقمي إلى أين.. ؟
أن الرقمي لايصنع شاعرا بل أفضل الورقي لأنه البنيان الأصلي للشاعر فحين تأتي لحظة الابداع يجب أن يكون هناك ورق وقلم وبعدها يأتي الرقمي...
س 4 - أكيد لنصيرة معيار تفرق به بين الابداعي والدعائي في الشعر... ؟
أرى أن الابداع في الشعر تصنعه الموهبة والثقافة والاطلاع والغذاء الفكري فالشاعر لا ينطلق من فراغ القراءة دون تمييز من القديم والحديث وان يتمكن الشاعر من التأثير والصدق في كتابته حين تقرأ نصا فتلمس فيه الصدق وتتأثر به هنا نجزم أنه شاعر حقا أماّ حين تقرأ نصا فارغا من العاطفة والصدق فهذا نص مركب فقط على موازين الشعر خالي وفارغ...
س 5 - رأيك الصريح في الحركة الثقافية في الجزائر على العموم... ؟
*الحركة الثقافية في الجزائر عرفت ابداعا لا مثيل له من شعراء شباب وقاصين أيضا كلهم شباب التقيت مؤخرا في معرض الكتاب باحد الصحافيين من مصر من جريدة الاهرام فاعترف لي بصراحة قائلا انا منبهر بهذا الشعب المثقف ومايكتبه الشباب لقد فزتم علينا نحن في مصر وهذا اعتراف جميل عما يدور في ساحة الشعر والنثر في الجزائر أما السينما والمسرح أرى أنه لم يتغير أبدا نفس النمط السابق لا أرى قفزة أخرى مما كانا عليه
س 6 - ما هي مشاريعك االابداعية.... ؟
مشاريعي أنا حقا بدأت أكتب ولكن القصة أحاول جمع بعض القصص الأسطورية والواقعية من الأوراس وبدأت في كتابتها بعد أن تجولت واستقيت من افواه نساء كبيرات في السن في جبال الاوراس الشامخة
س7 - ما رايك في الرأي القائل بأن المرأة هي التي تسلّع نفسها(من السلعة ) وتسجن نفسها داخل مفهوم الشكل والجسد..؟
*لمرأة لا يمكن أن ننظر إليها بمفهوم السلعة المرأة هي بركان من العواطف والحنان وأيضا إرادتها في صنع نفسها كبيرة وقوية والمرأة الجزائرية وصلت عندنا الى ارقى الرتب أما الشكل والجسد لا يصنعان الأنثى الحقيقية لأن الجسد يتغير والشكل أيضا أما فكرها فهو باقِِ...المرأة في ذاتها منذ أن كانت فهي تخدم الجميع ورغم أن المجتمع قبل الاسلام لم يكرمها فكرمها الاسلام وهنا اتّضح للمجتمع قيمة المرأة في بنائه واصلاحه ولذا يتوجب علينا أن نفكر في صنع المرأة كإنسان قبل أن نفكر في صنعها كشكل أو جسد ومن هنا يصبح لها شأنا في بناء واصلاح الانسان والمجتمع..
س8 - رغم ما تحمله صورك الشعرية من تجارب مؤلمة إلا انك تملكين ملامح قوة وامل وتحدي.ما مصدر هذه الطاقة فيك.. ؟
* ربما البيئة التي عشتها في الاوراس هي من منحت لي ذلك وكذلك إيماني بالله القوي هو الذي يجعلني أقف عند تجاربي المؤلمة أتأملها لتصبح تافهة في نظري ثم أواصل
س 9 - على ذكر الأوراس هو دائما حاضر في شعرك... ؟ ما السر في ذلك ...؟
الأوراس طاقتي وافتخر بانتمائي لشموخه.. أنا ولدت في احضانه.. ولذا هناك عشق لايوصف بيني وبينه ..كدم يسري في عروقي..
س10 - بماذا توحي لك هذه الكلمات : قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015...عبد الحميد بن باديس .. المعرض الدولي للكتاب ... النشر في الجزائر ... البيع بالإهداء... ؟-
* قسنطينة جزء مني ولقد كتبت فيها كثيرا ...سيرتا السماء على ذرى ابعادي ....سيرتا معلقة بلا أوتادي الصخر منحوت الجمال منضد في العدوتين على شفير الوادي فكأنّما عاد على اطنابها سبحان من اعطى العلا لبلادي هذه قسنطينة بجمالها ومثقفيها ويكفي أن صحوة الفكر جاءت منها لتوقظ الشعب النائم الذي كادت عقيدته وثقافته ان تموت ابان الاستعمار.. وابن باديس رحمه الله وجمعية العلماء هذا المنبع الوفير بفكره الذي انقذ الشعب الجزائري من الضياع والتخلف.. أما عاصمة الثقافة أرى أنها لم تأخذ حقها الكافي في ماكنا ننتظره كانت هناك عراقيل ...المعرض الدولي للكتاب أراه ناجحا جدا لما نجده من اكتشاف للابداع من شباب رائع ويكتب بطريقة جميلة حيرت العالم العربي.. البيع بالاهداء أراه المنقذ الوحيد الذي يجعل الكاتب يلتقي بقرائه ويبيع ولو بالقليل النشر في الجزائر اصبحت دور النشر كثيرة وتختلف فيما تخرجه للقارئ فهناك من ينشر من اجل النشر وهناك من ينشر من اجل الربح وهكذا والمشكل أنه غالي الثمن ولذا نجد اغلبية المبدعين والمبدعات من ليس لهن دخل لا ينشرن...
س11 - هل تفكرين في كتابة الرواية ...؟
نعم أفكر في كتابة الرواية ولكن يجب أن اتعلم الكثير واقرأ الكثير من مختلف الاجناس كي اكتب الرواية شكرا لك أخي عبد الله على اهتمامك بثقافة المرأة وكتاباتها أتمنى أني لك أطل عليك بثرثرتي وفقكم الله أتمنى أيضا أن يفتح المجال لمن هو خارج التغطية في وطننا...ما زالت الصورة والقصيدةأرى الشعر النثري يموت مع الايام والرواية تبقى وهذا مالاحظته بعض الشعراء والشاعرات بدأن يكتبن الرواية بعد الشعر ربما الخوف من موت الشعر...
س 12 - كلمة اخيرة ...
شكرا لك أخي عبد الله على اهتمامك بثقافة المرأة وكتاباتها أتمنى أني لم أطل عليك بثرثرتي وفقكم الله ...
أتمنى أيضا أن يفتح المجال لمن هو خارج التغطية في وطننا...
سيرتا
سيرتا السماء على ذُرى أبعادي
سيرتا معلّقة بلا أوتاد
الصّخر منحوت الجمال مُنضّد
في العدوتين على شفير الوادي
فكأنّما عاد على اطنابها
سبحان من اعطى العُلا لبلادي
يادُرتي مُدّتي شراعك عالياّ
واكسي الرّحاب نظارة الأوراد
كنت على مر العصور كفاءة
أنت المنارة ياصدى أجدادي
تزهو القصور على سمائك قُرّة
والكبرياء على شفا الأطواد
تبدو ذُرى الأوراس فيك بهيّة
تسقي الحدائق فرحة الأعياد
تلك المفاتن في حدودك آية
أيقونة في روضة الميّاد
أنت ذهول المرأة الهيفاء في
فكر العقول بروعة الاعداد
الظلُّ يحرس في ظلامك موغلا
أنت الطقوس على سرى ميعاد
هذا الهدوء على جبالك صاخب
يغلي الدّماء على حشا احفادي
أنا قد أتيتُكِ في المساء وحيدة
اربو وابحث في سنا ميلادي
ايقظتُ من ريح الخوابي سنابلي
وبقيتُ ارقص في ثرى أجوادي
يستيقظ الإحساس يُبهرني السّنا
والشّمس في الحشا اكبادي
سيرتا البهية أنت كلّ مشاعري
أنت الجلال على سماء فؤادي
نشر في الموقع بتاريخ : الخميس 23 رجب 1438هـ الموافق لـ : 2017-04-20