تضامنا مع اخواننا الذين يشقون طريق العودة الى اراضيهم المغتصبة ،نساندهم بحفظ و تدوين بعض اسمائهم كشهادة للتاريخ ..رحم الله الشهداء
بالأمس البعيد، القريب جدا من ذاكرة أحرار وشرفاء العالم العربي والغربي، سجل التاريخ استشهاد الفدائية " آية الله المحمدي " إحدى زهرات القدس التي فدت وطنها بروحها، فقد اشتد الحصار، و قُـمع الشعب بالحديد و النار..كان ذلك في 30/ 03 / 2002 حيث استيقظت و سائل الإعلام على خبر طفلة فجرت نفسها لتقول للعالم : هل نسيتم شعبا تآمرتم على أرضهو قدمتموها هدية الى غرباء عاثوا فيها فسادا؟؟ و فتحت آية المحمدي رحمة الله عليها بوابة العمليات الاستشهادية لمحاربة الاستيطان والتهجير والتهويد والحصار، ولتقول للعالم أين ما تدعيه هيئة الأمم من حق الحرية للشعوب و حقوق الطفل و المرأة و غيرها من الشعارات التي كرست باسم الضعفاء لاستعمارهم ..
إن محاصرة الشعوب بصمة سوداء على جبين البشرية،في خضم حضارة القرن الحادي والعشرين التي عادت بالوبال على المجتمعات الإسلامية و العربية ؛ فهذه فلسطين تُصادر حريةُ شعبها ،و تُـهدم بيوتهم فوق رؤوسهم ،وتغتصب أراضي فلاحيها،و تُحرق غلاتها،و تنهب خيراتهاو تنتزع منهم أراضيهم،و ينكل بأبنائهم في السجون ، وتُغلق أبواب مدارسهم ،و تنتهك حرمة مساجدهم و دينهم ،شعب يُجلد و يعصر بالحصار..و تُجمد كل قرارات الإدانة ضد الكيان الصهيوني المحتل الذي اثبت نظرية الفيلسوف توماس هوبز :" الانسان ذئب لأخيه الانسان ".
و أمام هذا الوضع المخزي لظلم هذه الحضارة، لم يجد الشعب المحاصر وسيلة لفك حصاره إلا ذخيرة قتلاه و أشلاءه، بمحاصرة حصاره.رحمة الله عليك يا " محمود درويش" اليوم ثبتت نظريتك، جسدتها مسيرة العودة بمحاصرة الحصار لفكه : حاصر حصارك لا مفر.. اضرب عدوك لا مفر سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي فأنت الآن حرٌ وحرٌ وحرُ
فاليوم انتم أحرار يامن خذلكم أخوكم الذئب ياأبناءالأقصى ،و ها قد أدركتم أن طريق العودة محفوفة بالمخاطر،و ثمن الحرية باهض ،لا يقبل فيه إلا دماء طاهرة زكية، كتلك التي سقت بها "آية المحمدي " تربة القدس في 2002 و التي سقت بها "رزان أشرف النجار" سهول غزة العزة في 2018 في عملها التطوعي؛حيث لم تغادر ميدان عملها الاسعافي منذ بداية مسيرة العودة الكبرى،وقد تطوعت لأنقاد مئات المصابين حتى قدمت نفسها شهيدة اليوم:10- 06 -2018 م شرق خان يونس. رحمة الله عليها و على كل الشهداء و جزاهم الله بالفردوس الأعلى.وهكذا بمقتل الشابة الممرضة رزان أشرف النجار ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 119 منذ بدء مسيرات العودة في 30 مارس 2018 م شرق قطاع غزة. و في كل يوم يسقط العشرات من أبناء فلسطين دفاعا عن شرف الأمة العربية والإسلامية دون أن يكترث لهم صناع الحضارة الغربية العرجاء التي فقدت مصداقيتها في أعين شعوبها .رحم الله الشهداء و المجدوالحرية لفلسطين.
عبير البحر 06-06-2018
نشر في الموقع بتاريخ : الخميس 23 رمضان 1439هـ الموافق لـ : 2018-06-07