حمل المؤلف الأول للكاتب "عصام حيلود" الذّي قدمه في جلسة كاتب وكتاب بمكتبة المطالعة العمومية بولاية عنابة عنوان "طوق المعتصم"، حيث التقى الكاتب مع محبي الكتابة والرواية في مناقشة لغلاف الكتاب الذي تعكس فيه صورة الحبل واليد التي تعاني من جرح مضمون الكتاب الذي يحوي 42 موضوعا أو متغير يصف ويصور حياة بطل الرواية.
وحول مؤلفه يؤكد "حيلود" أنّ هذا العمل نتيجة لمزج وتزاوج أجناس أدبية ثلاث وهي القصّة التي تتمظهر في بداية الرواية من خلال السرد ثمّ الروية الـتي توسطت المؤلف ليختتم الكاتب طوق المعتصم بالخاطرة التي ترجمت عن ما يختلج بطله، وفي معرض حديثه أكّد الكاتب أنّ الرواية تقترب كثيرا من علم النفس وما يختلج الذات الإنسانية من مكنونات وأهواء ومشاعر وإيمان وتعب وحب وهي رحلة أي إنسان للبحث عن الرضا أو حتّى استراحة مؤقتة كتعبيره يمكننا عد الأفراح على الأصابع بينما لا يمكن عد الأحزان لأنها تتعايش معنا ولذلك يجب خلق السعادة وإطالة مدة التعايش معها.
أما بخصوص الشخصية الرئيسة وبطل الرواية "المعتصم" فقد صوّره الكاتب بأنّه ذلك الشاب ابن مدينة ساحلية لم يحبذ ذكرها أو حصرها في ولاية أو منطقة ما لتكون الولاية حسبه صالحة لكل مكان دون صورة نمطية عنه من جهة وليجد فيها كل قارئ زاوية له أو جزء منه فيها وكأنها تتحدث عنه. فالمعتصم طفل ومراهق وكهل ما يميّزه أنّه آخر العنقود في عائلته البسيطة جدا بل التي تعاني من تكابد الزمن المليء بمصاعب الحياة من جهة وطبع أبيه المجاهد من جهة أخرى، والأمّر أنّ العائلة في وضعها الصعب لم تستفد من أوراق أبيه الثبوتية كمجاهد ليكون مصدر لقوتهم، بل فضل الأب الامتهان في أحد التعاونيات الفلاحية. حيث أجاد الكاتب في وصف هذه العائلة من ناحية العلاقة بينهم رغم الصعوبات خاصة ما تعلق في حب الخير والأمل الذي كان مصدره الأم وشحذ أبائها به كصورة إيجابية رغم الوضع المعيش، لينتقل الكاتب مع شخصيته ومراحلها إلى الحديث عن الحب والذّي عبر عنه بمصطلحات عديدة المعاني ليسقطها أي قارئ على ترجمته الخاصة أو حتى تجربته من حب الأشخاص إلى المعنويات..، في المقابل صوّرت هذه الرواية أساس التربية الدينية ودور الوالدين في توجيه فطرة الابن ليجعل من الله ملاذا ويرجع إليه دائما كطوق للنجاة أو ترياقا للحياة بعد أي خطأ أو انحراف لتكون بذلك بوصلة سريرة الإنسان التي تجعل الأمل والايجابية قنديل يضيء العتمة.
هذا ولم تكتفي هذه الرواية بهذا السرد بل ما تزال أحداثها متواصلة في الجزء الثاني الذّي سيرى النور مطلع 2020، كما ستترجم إلى الإيطالية وتوزع في مدينة ميلانو وذلك بسبب طابعها الذي يقترب من الأسلوب المحبب عند الإيطاليين.
وللإشارة الكاتب عصام حيلود من مواليد مدينة عنابة سنة 1981، شارك بعدّة خواطر في مجلاّت الكترونية، وهو متعدّد التخصصات الأكاديمية والتقنية وحتى الرياضية، متحصل على عدة شهادات أكاديمية وتقنية في العلوم السياسية والتسيير والأعمال والطبوغرافيا إضافة لكونه متحصل على الحزام الأسود في الكارتيه والدرجة الثالثة تقنيات الدفاع عن النفس ومتعدد اللغات "العربية والفرنسية والانجليزية" وحب للأدب شعرا ونثرا.
نشر في الموقع بتاريخ : الأحد 2 شعبان 1440هـ الموافق لـ : 2019-04-07